لمّا سافرتُ مع أخي عاصم من ديار ما وراء النهر إلى بلاد المغرب لنصيد طائفةً من طيور ساحل اللجّة الخضراء، فوقعنا بغتة في "القرية الظالم أهلها"، أعني مدينة قيروان. فلمّا أحسّ أنّنا قدمنا عليهم فجأة ونحن من أولاد الشيخ المشهور بالهادي بن الخير اليمانيّ، أحاطوا بنا، فأخذونا مقيّدين بسلاسل وأغلال من حديد، وحبسونا في مقعر بئر لا نهاية لسمكها. وكان فوق البئر المعطّلة التي عمّرت بحضورنا قصر مشيّد وعليها أبراج عدّة. فقيل لنا: لا جُناح عليكم إن صعدتم القصر متجرّدين إذا أمسيتم. أمّا عند الصبح فلا بدّ من الهُويِّ في غياب الجُبِّ.
وكان في قعر البئر ظلُمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها. إلاّ أنّا في آونة المساء نرتقي القصر مشرفين على الفضاء ناظرين من كُوّةٍ. فربّما يأتينا حماماتٌ من أيوك اليمن مخبِرات بحال الحمى. وأحيانا يزورنا بروق يمانيّة تومض من الجانب الأيمن الشرقيّوتُخبرنا بطوارق نجد ويزيدنا رياح الآراك وجدا على وجد. فنتحنّن ونشتاق إلى الوطن.
فبينا نحن في الصعود ليلا وفي الهبوط ليلا، إذ رأينا الهدهد دخل من الكوّة مسلّما في ليلة قمراء، وفي منقاره رقعة صُدّرت "من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشحرة" وقال لنا: إنّي أحطّت بوجه خلاصكما وجئتكما " من سبإ بنبإ يقين" وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.
فلمّا قرأنا الرقعة فإذا فيها أنّه من الهادي أبيكما وأنّه: بسم الله الرحمان الرحيم. شوّقناكم فلم تشتاقوا، ودعوناكم فلم ترتحلوا، وأشرناكم فلم تفهموا. وأشار في الرقعة إليّ بأنّك يا فلان: إن أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.
فإذا أتيت "وادي النمل" فانفض ذيلك، وقل الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني "وإليه النشور" وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها".
وشرح في الرقعة ما هو كائن في الطريق. فتقدّم الهدهد وسارت الشمسُ فوق رؤوسنا إذ وصلنا إلى طرف الظلّ. فركبنا السفينة وهي تجري بنا "في موج كالجبال" ونحن نروم الصعود على جبل طور سينا حتى نزور صومعة أبينا.
وحال بيني وبين ولدي "الموج فكان من المغرقين." وعرفت أنّ قومي "موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟" وعلمت أنّ "القرية التي كانتتعمل الخبائث" يجعل "عاليها سافلها" ويمطر " عليها حجارة منسجّيل منضود".
فلمّا وصلنا إلى موضع تتلاطم فيه الأمواج وتتدحرج المياه، أخذت ظئرى التي أرضعتني وألقيتها في اليمّ. وكنّا نسير في جارية "ذات ألواح ودسر". فخرقنا السفينة خيفة ملك وراءنا "يأخذ كلّ سفينة غصبا." والفلك المشحون قد مرّ بنا على جزيرة ياجوج وماجوج إلى الجانب الأيسر من الجوديّ. وكان معي من الجنّ من يعمل بين يدي، وفي حكمي عين القطر. فقلت للجنّ "انفخوا فيه حتى صار مثل النار". فجعلتُ سدّا حتى انفصلتُ عنهم.
وتحقّق "وعد ربّي حقّا" ورأيت في الطريق جماجم عاد وثمود، وطفت في تلك الديار "وهي خاوية على عروشها". وأخذت الثقلين مع الأفلاك وجعلتها مع الجنّفي قارورة صنعتها أنا مستديرة وعليها خطوط كأنّها دوائر. فقطعت الأنهار من كبد السماء. فلمّا انقطع الماء عن الرحى، انهدم البناء، فتخلّص الهواء إلى الهواء. والقيتُ فلك الأفلاك على السماوات حتى طحن الشمس والقمر والكواكب. فتخلّصتُ من أربعة عشر تابوتا وعشرة قبور عنها ينبعث ظلّ الله، حتى يقبضني إلى القدس "قبضا يسيرا" بعد أن "جعل الشمس عليه دليلا." ولقيثت سبيل الله، ففطنت "انّ هذا صراطي مستقيما". وأختي وأهلي قد أخذتها "غاشية من عذاب الله" بياتا. فباتت في قطع من الليل مظلما، وبها حمّى وكابوس يتطرّق إلى صرع شديد. ورأيت سراجا فيه دهن وينبجس منه نور ينتشر في أقطار البيت، ويشتعل مشكاتها ويشعل سكّانها من إشراق نور الشمس عليهم. فجعلت السراج في فم تنين ساكن في برج دولاب تحته بحر قلزم وفوقه كواكب ما عرف مطارح أشعّتها إلا بارئها "والراسخون في العلم."
ورأيت الأسد والثور قد غابا،والقوس زالسرطان قد طُويا في طيّ تدوار الأقلاك، وبقي الميزان مستويا إذا طلع النجم اليمانيّ من وراء غيوم رقيقة متألّقة ممّا نسجته عناكب زوايا العالم العنصريّ في عالم الكون والفساد.
وكان معنا غنمٌ، فتركناها في الصحراء. فأهلكتها الزلازل ووقعت فيها نارٌ صاعقة. ولمّا انقطعت المسافة وانقرض الطريق "وفار التنّور" من الشكل المخروط، فرأيتُ الأجرام العلويّة، اتّصلتُ بها وسمعتُ نغماتها ودستاناتها، وتعلّمت إنشادها، وأصواتُها تقرع سمعي كأنّها صوت سلسلة تُجرُّ عل صخرة صمّاء، فتكاد تنقطع أوتاري وتنفصل مفاصلي من لذّة ما أنال. ولا يزال الأمر يتكرّر عليّ حتى انقشع الغمام وتخرّقت المشيمة. وخرجتُ من المغارات والكهوف حتى تقضّيتُ من الحجرات حتى تقضّيت من الحجرات متوجّها إلى عين الحيوة. فرأيتُ الصخرة العظيمة على قمّة جبل كالطود العظيم.فسألتُ عن الحيتان المجتمعة في عين الحيوة المتنعّمة المتلذّذة بظلّ الشاهق العظيم: إنّ هذا الطود ما هو؟ وما هذه الصخرة العظيمة؟
فاتّخذ واحد من الحيتان سبيله في البحر سربا. فقال "ذلك ما كنت تبغي. وهذا الجبل هو طور سيناء. والصخرة صومعة أبيك." فقلتُ "وما هؤلاء الحيتان؟"فقال "أشباهك، أنتم بنو أب واحد، وقع لهم شبيه واقعتك، فهم إخوانك."
فلمّا سمعتُ وحقّقت، عانفتُهم. ففرحت بهم وفرحوا بي. وصعدت الجبل، ورأيت أبانا شيخا كبيرا تكاد السماوات والأرض تنشقّ من تجلّي نوره. فبقيتُ باهتا متحيّرا منه. ومشيتُ إليه. فسلّم عليّ. فسجدتُ له وكدتُ أنمحق في نوره الساطع.
فبكيتُ زمانا وشكوتُ عنده من حبس قيروان. قال لي "نعمّا! تخلّصت. إلا أنّك لا بدّ راجع إلى الحبس الغربيّ، وإنّ القيد بعدما خلعته تامّا." فلمّا سمعت كلامه، طار غقلي وتأوّهت صارخا صراخ المشرف على الهلاك، وتضرّعتُ إليه.
فقال "أمّا العود فضروريّ الآن، ولكنّي أبشّرك بشيئين: أحدهما أنّك إذا رجعت إلى الحبس، يمكنك المجيء إلينا والصعود إلى جنّتنا هينا متى ما شئت. والثاني أنّك تتخلّص في الأخير إلى جنابنا تاركا البلاد الغربيّة بأسرها مطلقا."
ففرحتُ بما قال. ثمّ قال لي "اعلم أنّ هذا جبل طور سيناء. وفوق هذا جبل طور سينين مسكن والدي وجدّك، وما أنا بالإضافة إليه إلاّ مثلك بالإضافة إليّ.
ولنا أجداد آخرون حتى ينتهي النسب إلى الملك الذي هو الجدّ الأعظم الذي لا جدّ له ولا أب. وكلّنا عبيده، به نستضيء ومنه نقتبس، وله البهاء الأعظم وله الجلال الأرفع والنور الأقهر. وهو فوف الفوق ونور النور وفوق النور أزلا وأبدا. وهو المتجلّى لكلّ شيء، و"كلّ شيء هالك إلاّ وجهه."
فأنا في هذه القصّة، إذ تغيّر الحال عليّ وسقطت من الهواء في الهاوية بين قوم ليسوا بمؤمنين محبوسا في ديار المغرب. وبقي معي من اللذة ما لا أطيق أن أشرحه. فانتحبت وابتهلت وتحسّرت على المفارقة. وكانت تلك الراحة أحلاما زائلة على سرعة.
نجّانا الله من أسر الطبيعة وقيد الهيولى "وقل الحمد لله سيُريكم آياته فتعرفونها، وما ربّك بغافل عمّا تعملون" "وقل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" والصلاة على نبيه وآله أجمعين.
تمّت قصّة الغُربة الغربيّة
شهاب الدين يحي سهروردي
مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق
وكان في قعر البئر ظلُمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها. إلاّ أنّا في آونة المساء نرتقي القصر مشرفين على الفضاء ناظرين من كُوّةٍ. فربّما يأتينا حماماتٌ من أيوك اليمن مخبِرات بحال الحمى. وأحيانا يزورنا بروق يمانيّة تومض من الجانب الأيمن الشرقيّوتُخبرنا بطوارق نجد ويزيدنا رياح الآراك وجدا على وجد. فنتحنّن ونشتاق إلى الوطن.
فبينا نحن في الصعود ليلا وفي الهبوط ليلا، إذ رأينا الهدهد دخل من الكوّة مسلّما في ليلة قمراء، وفي منقاره رقعة صُدّرت "من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشحرة" وقال لنا: إنّي أحطّت بوجه خلاصكما وجئتكما " من سبإ بنبإ يقين" وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.
فلمّا قرأنا الرقعة فإذا فيها أنّه من الهادي أبيكما وأنّه: بسم الله الرحمان الرحيم. شوّقناكم فلم تشتاقوا، ودعوناكم فلم ترتحلوا، وأشرناكم فلم تفهموا. وأشار في الرقعة إليّ بأنّك يا فلان: إن أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.
فإذا أتيت "وادي النمل" فانفض ذيلك، وقل الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني "وإليه النشور" وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها".
وشرح في الرقعة ما هو كائن في الطريق. فتقدّم الهدهد وسارت الشمسُ فوق رؤوسنا إذ وصلنا إلى طرف الظلّ. فركبنا السفينة وهي تجري بنا "في موج كالجبال" ونحن نروم الصعود على جبل طور سينا حتى نزور صومعة أبينا.
وحال بيني وبين ولدي "الموج فكان من المغرقين." وعرفت أنّ قومي "موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟" وعلمت أنّ "القرية التي كانتتعمل الخبائث" يجعل "عاليها سافلها" ويمطر " عليها حجارة منسجّيل منضود".
فلمّا وصلنا إلى موضع تتلاطم فيه الأمواج وتتدحرج المياه، أخذت ظئرى التي أرضعتني وألقيتها في اليمّ. وكنّا نسير في جارية "ذات ألواح ودسر". فخرقنا السفينة خيفة ملك وراءنا "يأخذ كلّ سفينة غصبا." والفلك المشحون قد مرّ بنا على جزيرة ياجوج وماجوج إلى الجانب الأيسر من الجوديّ. وكان معي من الجنّ من يعمل بين يدي، وفي حكمي عين القطر. فقلت للجنّ "انفخوا فيه حتى صار مثل النار". فجعلتُ سدّا حتى انفصلتُ عنهم.
وتحقّق "وعد ربّي حقّا" ورأيت في الطريق جماجم عاد وثمود، وطفت في تلك الديار "وهي خاوية على عروشها". وأخذت الثقلين مع الأفلاك وجعلتها مع الجنّفي قارورة صنعتها أنا مستديرة وعليها خطوط كأنّها دوائر. فقطعت الأنهار من كبد السماء. فلمّا انقطع الماء عن الرحى، انهدم البناء، فتخلّص الهواء إلى الهواء. والقيتُ فلك الأفلاك على السماوات حتى طحن الشمس والقمر والكواكب. فتخلّصتُ من أربعة عشر تابوتا وعشرة قبور عنها ينبعث ظلّ الله، حتى يقبضني إلى القدس "قبضا يسيرا" بعد أن "جعل الشمس عليه دليلا." ولقيثت سبيل الله، ففطنت "انّ هذا صراطي مستقيما". وأختي وأهلي قد أخذتها "غاشية من عذاب الله" بياتا. فباتت في قطع من الليل مظلما، وبها حمّى وكابوس يتطرّق إلى صرع شديد. ورأيت سراجا فيه دهن وينبجس منه نور ينتشر في أقطار البيت، ويشتعل مشكاتها ويشعل سكّانها من إشراق نور الشمس عليهم. فجعلت السراج في فم تنين ساكن في برج دولاب تحته بحر قلزم وفوقه كواكب ما عرف مطارح أشعّتها إلا بارئها "والراسخون في العلم."
ورأيت الأسد والثور قد غابا،والقوس زالسرطان قد طُويا في طيّ تدوار الأقلاك، وبقي الميزان مستويا إذا طلع النجم اليمانيّ من وراء غيوم رقيقة متألّقة ممّا نسجته عناكب زوايا العالم العنصريّ في عالم الكون والفساد.
وكان معنا غنمٌ، فتركناها في الصحراء. فأهلكتها الزلازل ووقعت فيها نارٌ صاعقة. ولمّا انقطعت المسافة وانقرض الطريق "وفار التنّور" من الشكل المخروط، فرأيتُ الأجرام العلويّة، اتّصلتُ بها وسمعتُ نغماتها ودستاناتها، وتعلّمت إنشادها، وأصواتُها تقرع سمعي كأنّها صوت سلسلة تُجرُّ عل صخرة صمّاء، فتكاد تنقطع أوتاري وتنفصل مفاصلي من لذّة ما أنال. ولا يزال الأمر يتكرّر عليّ حتى انقشع الغمام وتخرّقت المشيمة. وخرجتُ من المغارات والكهوف حتى تقضّيتُ من الحجرات حتى تقضّيت من الحجرات متوجّها إلى عين الحيوة. فرأيتُ الصخرة العظيمة على قمّة جبل كالطود العظيم.فسألتُ عن الحيتان المجتمعة في عين الحيوة المتنعّمة المتلذّذة بظلّ الشاهق العظيم: إنّ هذا الطود ما هو؟ وما هذه الصخرة العظيمة؟
فاتّخذ واحد من الحيتان سبيله في البحر سربا. فقال "ذلك ما كنت تبغي. وهذا الجبل هو طور سيناء. والصخرة صومعة أبيك." فقلتُ "وما هؤلاء الحيتان؟"فقال "أشباهك، أنتم بنو أب واحد، وقع لهم شبيه واقعتك، فهم إخوانك."
فلمّا سمعتُ وحقّقت، عانفتُهم. ففرحت بهم وفرحوا بي. وصعدت الجبل، ورأيت أبانا شيخا كبيرا تكاد السماوات والأرض تنشقّ من تجلّي نوره. فبقيتُ باهتا متحيّرا منه. ومشيتُ إليه. فسلّم عليّ. فسجدتُ له وكدتُ أنمحق في نوره الساطع.
فبكيتُ زمانا وشكوتُ عنده من حبس قيروان. قال لي "نعمّا! تخلّصت. إلا أنّك لا بدّ راجع إلى الحبس الغربيّ، وإنّ القيد بعدما خلعته تامّا." فلمّا سمعت كلامه، طار غقلي وتأوّهت صارخا صراخ المشرف على الهلاك، وتضرّعتُ إليه.
فقال "أمّا العود فضروريّ الآن، ولكنّي أبشّرك بشيئين: أحدهما أنّك إذا رجعت إلى الحبس، يمكنك المجيء إلينا والصعود إلى جنّتنا هينا متى ما شئت. والثاني أنّك تتخلّص في الأخير إلى جنابنا تاركا البلاد الغربيّة بأسرها مطلقا."
ففرحتُ بما قال. ثمّ قال لي "اعلم أنّ هذا جبل طور سيناء. وفوق هذا جبل طور سينين مسكن والدي وجدّك، وما أنا بالإضافة إليه إلاّ مثلك بالإضافة إليّ.
ولنا أجداد آخرون حتى ينتهي النسب إلى الملك الذي هو الجدّ الأعظم الذي لا جدّ له ولا أب. وكلّنا عبيده، به نستضيء ومنه نقتبس، وله البهاء الأعظم وله الجلال الأرفع والنور الأقهر. وهو فوف الفوق ونور النور وفوق النور أزلا وأبدا. وهو المتجلّى لكلّ شيء، و"كلّ شيء هالك إلاّ وجهه."
فأنا في هذه القصّة، إذ تغيّر الحال عليّ وسقطت من الهواء في الهاوية بين قوم ليسوا بمؤمنين محبوسا في ديار المغرب. وبقي معي من اللذة ما لا أطيق أن أشرحه. فانتحبت وابتهلت وتحسّرت على المفارقة. وكانت تلك الراحة أحلاما زائلة على سرعة.
نجّانا الله من أسر الطبيعة وقيد الهيولى "وقل الحمد لله سيُريكم آياته فتعرفونها، وما ربّك بغافل عمّا تعملون" "وقل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" والصلاة على نبيه وآله أجمعين.
تمّت قصّة الغُربة الغربيّة
شهاب الدين يحي سهروردي
مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق
شكرا
RépondreSupprimerشكرا قصة رائعة مكثفة المعاني تستحق النظر
RépondreSupprimer